اختارت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية “فورين بولسي” الناشط والكاتب اليمني الشاب فارع المسلمي ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 مفكر في العالم للعام 2013.
وقالت فورين بوليسي في عددها الأخير أن المسلمي «برز في 2013 كأحد أبلغ الناقدين لسياسة ضربات الطائرات من دون طيار الأمريكية في اليمن» و«محاججاً من أجل سياسة أمريكية خارجية أكثر إنسانية».
وشملت القائمة لهذا العام زعماء سياسيين وشخصيات سياسية من عدة دول كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الياباني شينزو ايبي، اضافة الى رؤساء كل من المكسيك وكولومبيا وفرنسا والبرازيل والرئيس الايراني الجديد حسين روحاني. كما حوت ايضا على شخصيات اقتصادية عالمية كرئيس صندوق النقد الدولي ورئيس البنك المركزي الأوروبي ورئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وقالت المجلة في افتتاحيتها المعنونة بـ«عام الأفكار الكبيرة» إن هذه الشخصيات المائة «غيرت بشكل قابل للقياس السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والفن» خلال العام 2013.
وشملت القائمة شخصيات ثقافية ودينية وعلمية وتجارية متنوعة من حول العالم كالصحفي الأمريكي توماس فريدمان ومؤسس موقع فيس بوك الشهري مارك زوكربيرج، وأدوارد سنودن، والعالمين الفيزيائيين الحائزين على نوبل للسلام للعام 2013 البلجيكي فرانسو انجلرت وزميله البريطاني بيتر هيجز.
وشمل بند «الحقوقيين»، التي ادرج المسلمي ضمنه، أيضا 13 شخصية أخرى عملت في مجال حقوق الإنسان في العام 2013، فتو بنسودا رئيسة محكمة الجنايات الدولية، ونافي بيلاي رئيسة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ومديرة منظمة هيومان رايتس واتش في القاهرة هبة مريف.
وشهد عدد الأسماء العربية في القائمة انحدارا ملحوظا بعد أن تربع قادة سياسيين ونشطاء عرب القائمة لعامي 2011 و2012، فمقابل 8 شخصيات فقط لهذا العام، كان العرب قد حازوا 16 اسما في العام 2011 أبرزها محمد البرادعي، علاء الأسواني، توكل كرمان، خيرت الشاطر، مريم الخواجة، ومنال الشريف ومحمود عباس وراشد الغنوشي. كما احتوت القائمة للعام 2012 على 13 شخصية عربية أبرزها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الرئيس التونسي منصف المرزوقي، المفكر الإسلامي طارق رمضان، والمعارضة البحرينية مريم الخواجة.
وإضافة إلى فارع المسلمي، فإن 7 عرب آخرين دخلوا القائمة هذا العام أبرزهم الإعلامي المصري باسم يوسف، مديرة منظمة هيومن رايتس واتش في القاهرة هبة منيف، والمخرجة السعودية هيفاء المنصور.
وعقب اعلان الخبر، عبر المسلمي على حسابه في تويتر عن سعادته وفخره بهذا التقدير الدولي المرموق معبرا عن أمله في أن يعزز ذلك من تغيير الصورة النمطية عن اليمن واليمنيين في الخارج، خاصة في الغرب. منبهاً إلى أن هذا الانجاز المُحتفى به ليس سوى قطرة في بحر جهود الآلاف من الشباب اليمنيين المبدعين، والمٌغيبين داخلياً وخارجياً.
ويعد فارع المسلمي أحد أبرز الشخصيات اليمنية المعروفة عالميا، وعلى وجه الخصوص في العالم الغربي بعد أن لعب دورا كبيرا خلال العام 2011 وبعده في توجيه الدبلوماسية الدولية نحو اليمن، كما نشرت مقالاته في العديد من الصحف الدولية كالإندبندنت البريطانية، المونتيور، والفورين بوليسي الامريكية ، والناشيونال، ونشرة كارنجي الشرق الاوسط.
واضافة الى ذلك، فهو متحدث دائم في المنتديات والمؤتمرات الدولية وضيف على وسائل الإعلام الغربية للتعليق على التطورات السياسية في اليمن في اليمن وعمل منذ العام 2007 استشاريا مع منظمات دولية ومحلية عديدة كهيومان رايتس وواتش والمعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، ومؤسسة رنين اليمن.
وكان المسلمي – المنحدر من منطقة وصاب وسط اليمن- والحائز على البكالوريوس في السياسات العامة من الجامعة الأمريكية في بيروت، قد لفت أنظار العالم في ابريل المنصرم كأحد أصغر المتحدثين في التاريخ (23 عاما) أمام الكونجرس الأمريكي، وأول متحدث يمني، حينما ألقى خطابا بليغاً ناهض فيه ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار في اليمن وسلط فيه الأضواء على الثمن الذي يدفعه المدنيون في اليمن لتلك الهجمات، وشكل خطابه لاحقاً افتتاحية ابرز الصحف الامريكية والعالمية.
جدير بالذكر أن قائمة مجلة السياسة الأمريكية لأهم 100 شخصية في العالم تعد أهم التصنيفات العالمية للتأثير الشخصي لقيادات وزعماء وسياسيي العالم، والمسلمي هو ثاني يمني يدرج ضمن قائمة الفورين بوليسي بعد توكل كرمان في العام 2011، كما يعد ثاني أصغر شخص في التاريخ يصل للقائمة بعد الطفلة الباكستانية ملالا.