- لا تقبل الوظيفة. حقًا لا تفعل، وإن كان يجب عليك ذلك، اعتذر لأسرتك مقدمًا.
- قبل قبولك لهذه الوظيفة، اشترط صدور قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يحل محل القرار رقم 2216، عدا ذلك فكل ما ستفعله هو تضييع وقت الجميع.
- كن صبورًا، فالأمور في اليمن تستغرق كثير من الوقت، ومحاولة القيام بكثير من الأشياء بسرعة أوقع سابقيك بالمنصب في الكثير من الأخطاء (انظر: تسرّع جمال بنعمر نحو الفيدرالية وتسرّع مارتن غريفيث وطموحه المبالغ به في اتفاق ستوكهولم عام 2018).
- لا تحاول إعادة اختراع العجلة، بل ادرس الجهود التي بذلها المبعوثون السابقون وابنِ على ما هو موجود. يجب في جميع الأحوال أن تكون الخطة ب والخطة ج جاهزة لأن الخطة أ لن تنجح على الأرجح.
- يقولون إن الشيطان يكمن في التفاصيل، أما في اليمن فالقاعدة الذهبية هي أن الشيطان -ليس فقط الشيطان، بل وكل قبيلته- يكمنون في التفاصيل (انظر: اتفاق الرياض 2019، اتفاق السلم والشراكة الوطنية 2014، والجوانب الاقتصادية والأمنية لاتفاق ستوكهولم 2018).
- إذا توصلت إلى صفقة فخذها على الفور. لا يوجد شي اسمه “صفقة أفضل” غدًا. ابدأ على نطاق صغير ومن ثم ابنِ ما هو أكبر.
- “لا يوجد حل عسكري للحرب في اليمن”. جميعنا يعرف ذلك، وهذا صحيح. ولكن لا يوجد “حل أممي للحرب في اليمن” أيضًا. اعلم أنك ستحتاج إلى مساعدة، بل ستحتاج إلى الكثير من المساعدة في الحقيقة.
- اجعل من المرأة حليفًا لك، فقد أطلقت اليمنيات سراح سجناء أكثر من جميع مبعوثي الأمم المتحدة مجتمعين. ستكون بحاجة إلى مساعدتهن وعونهن ونصحهن.
- اقضِ وقتًا في الدواوين (جلسات القات)، فذلك سيساعدك في فهم كيف تجري الأمور فعلًا باليمن.
- استمع إلى مستشاريك اليمنيين، فهم على معرفة بالسياق التاريخي المحلي ويعرفون ما الذي نجح وما الذي فشل في الماضي، وأسباب النجاح والفشل. أضف إلى ذلك أنهم يفهمون القواعد الاجتماعية والسياسية غير المكتوبة في اليمن، وهذا أمر بالغ الأهمية. وعلى نفس القدر من الأهمية، حين يتعلق الأمر بالخبراء الدوليين الذين تحيط نفسك بهم، اختر من لديه استعداد لإخبارك بأنك مخطئ.
- لا تتنافس مع دبلوماسيين آخرين للحصول على المساحة والسيطرة والوقت، فذلك طفولي جدًا وسيتشتت ذهنك عن العمل الأكثر أهمية. وعلى العكس سيزيد التعاون والتنسيق معهم من نفوذك.
- لا تقبل الهدايا أو المجاملات من القوى الإقليمية.
- لا تتجاهل القضية الجنوبية أو الملف الاقتصادي، فكل من سبقوك فعلوا ذلك وكان مصيرهم جميعًا الفشل.
- لا تتدخل في القضايا الإنسانية، فهذا ليس المسار الذي يجب أن تتبعه. هناك ستستهلك طاقتك، وستخرج خططك عن مسارها، والأسوأ من ذلك، ستصبح القضايا الإنسانية رهينة للمسار السياسي (انظر: الناقلة صافر ومطار صنعاء).
- لا تعد إلا بما يمكنك الوفاء به، فالوعود لا يمكن التراجع عنها في اليمن. إن وعدت بشيء ولم تفِ به فستفقد الثقة ولن تستعيدها.
- التهديدات لن تجدي نفعًا، فلا تجربها حتى؛ الجميع لديه أسلحة أما أنت فلا.
- التزم بالتقويم اليمني، يوم الخميس وشهر رمضان ليست أوقات جيدة لإنجاز الأمور في اليمن. افهم أن هناك أشياء يمكنك تغييرها وأشياء لا يمكنك تغييرها، فاعرف الفارق بين الأمرين.
- اقرأ كتاب ستيف كاتون بعنوان “قمم اليمن” (Peaks of Yemen, I Summon) وكتاب بول دريش “تاريخ اليمن الحديث” (A History of Modern Yemen)، وبالطبع كل ما ينشره مركز صنعاء.
- اعلم أنه سيتم اتهامك وتخويفك وسبك والهجوم عليك من قِبل أطراف النزاع وكل شخص آخر في اليمن والمنطقة. هذا هو العمل الأكثر نكرانًا للجميل. تأكد من أن لديك القوة على تحمل ذلك. تحدث باستمرار بوضوح وصراحة. لا تتقبل الهراء. هذا أمر أكثر أهمية. ليس من المفيد ولا من المرحّب به أن تكون “لطيفًا” و”محايدًا” و”مجاملًا” عندما يتعلق الأمر باليمن. اعلم أيضًا أنك ربما ستفشل، لكن لا تدع ذلك يمنعك من تجربة أشياء جديدة. عليك أن تأمل أن المستقبل أكثر إشراقًا حتى عندما يقول الآخرون إنه سيصبح أكثر قتامة. كما قال لي المبعوث الخاص المنتهية ولايته ذات مرة: “الأمل هو العملة الوحيدة التي يمتلكها الوسيط”.
- أخيرًا، وفقًا لروح وصايا جورج أورويل في الكتابة: “خالف أيًّا من هذه الوصايا قبل [فعل] أي شيء متهور جدًا”. ولكن كلما كسرت أكبر عدد من هذه الوصايا، زادت مهمتك صعوبة.
تم نشر هذا المقال في موقع مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية