من محمد الغباري
صنعاء (رويترز) – قالت جماعة الحوثي باليمن يوم الثلاثاء إن الرئيس عبد ربه منصور هادي فقد شرعيته كرئيس للدولة وحذرت كل من يتعامل معه معتبرة إياه هاربا من العدالة.
وسيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر أيلول وفرضوا حصارا على مقر هادي الشهر الماضي ما دفعه إلى تقديم استقالته الأمر الذي أدى إلى فراغ سياسي.
لكن هادي فر إلى عدن بجنوب اليمن يوم السبت بعد أن ظل قيد الإقامة الجبرية لمدة شهر وسحب يوم الثلاثاء رسميا استقالته وانتقل الى مقر يحميه آلاف من رجال القبائل والجنود المؤيدين من الجنوب الذي يمثل السنة غالبية سكانه.
وقالت جماعة الحوثي في بيان وهو أول تعليق رسمي لها منذ فرار هادي من الإقامة الجبرية بمنزله في صنعاء “إن اللجنة الثورية العليا تتابع التحركات المشبوهة للمدعو عبد ربه منصور هادي الفاقد الشرعية لأي تصرف كرئيس للجمهورية اليمنية وأنه بتصرفاته الطائشة والمتخبطة قد أضر بالشعب اليمني وأمنه واستقراره واقتصاده وحياته.”
ويلقي الصراع على السلطة بين الحوثيين الشيعة في صنعاء وهادي في عدن بمزيد من الشكوك حول المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة في اليمن سلميا كما يعمق من الانقسامات الطائفية والإقليمية التي قد تغرق البلاد في حرب أهلية.
ويسعى كل من الجانبين إلى تعزيز قبضته على السلطة.
وقال فارع المسلمي الباحث بمركز كارنيجي للشرق الأوسط “نرى وضعا أشبه بوضع ليبيا في اليمن. هناك استقطاب بين حكومتين متنافستين. ولحسن الحظ على عكس ليبيا لم يتطور التنافس إلى قتال بعد.”
وقالت مصادر مقربة من الرئيس لرويترز إنه يدرس اعلان عدن عاصمة مؤقتة لليمن إلى أن يسترد صنعاء من الحوثيين. وتدير وحدات موالية من الجيش ورجال قبائل من محافظة أبين المدينة الآن وجزءا كبيرا من جنوب البلاد.
ويأمل الحوثيون تشكيل حكومة تسيير أعمال سريعا لتحل محل الحكومة التي استقالت مع هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح.
وقالت قناة المسيرة الناطقة باسم جماعة الحوثي إن 16 وزيرا من حكومة بحاح وافقوا على الانضمام لحكومة تسيير الأعمال مضيفة أن من يرفضون سيحالون إلى النيابة العامة لمحاكمتهم بتهمة خيانة البلاد.
وتقلل التوترات الجديدة من احتمال الوصول الى حل عن طريق التفاوض وتزيد خطر الاشتباك.
وقال أحمد كلز وهو مفاوض وقيادي بحزب معارض إنه ليس متفائلا بنجاح الحوار لأن الطرف الرئيسي فيه وهو الرئيس هادي ليس ممثلا به.
وأضاف أنه يتوقع أن يتجه الحوثيون الذين امتدت سيطرتهم في شمال وغرب ووسط اليمن جنوبا وأن يغرقوا هناك.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)