نشرت صحيفة ذا ويل استريت جورنال العالمية تقريرا عن الوضع الامني في مدينة عدن .

ولاهمية التقرير يقدم قسم الترجمة بصحيفة “عدن الغد” ترجمة خاصة لهذا التقرير والذي ياروسلاف تروفيموف .

 تساؤلات مهمة تتعلق بمستقبل اليمن ومستقبل الولايات المتحدة الأمريكية الحليف في الحرب ضد القاعدة في جزيرة العرب وللإجابة على هكذا تساؤلات فانه يعتمد بداية على من تسأل؟

القليل هنا ممن ينكر مشاركة القاعدة في القتال ضد الحوثيين ضمن تحالف واسع والذي انتهى بالإطاحة بالحوثيين الموالين لإيران من مناطق واسعة في جنوب اليمن خلال الفترة الماضية.

في الوقت الراهن أصبح هناك تحد من نوع آخر أمام قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والتي دخلت الصراع شهر مارس الماضي يتمثل هذا التحدي في منع المتطرفين الإسلاميين من الاستفادة من الانتصارات ورفع قدراتهم، في الوقت الذي استهدفت فيه القاعدة العديد من الحكومات في دول التحالف مرارا وتكرارا.

عمدت دعاية الإيرانيين والحوثيين وبشكل روتيني إلى وصف الدعم السعودي بجميع أشكاله للرئيس هادي بأنه دعم تدخلت فيه القاعدة.

” هدف الهجوم السعودي على اليمن إلى تأمين القاعدة من زوالها ودمارها ” يوسف الفيشي متحدثا إلى إحدى الصحف اللبنانية.

لكن وبحسب مصادر رسمية من جانب قوات التحالف والحكومة اليمنية فان دور المسلحين خلال المعارك كان هامشيا ولم يكن محوريا.

احمد مهدي فضيل محافظ محافظة لحج الجنوبية صرح بان معظم ما تم استرداده من المليشيات الحوثية شكلت القاعدة في القوات المشاركة ما نسبته ٥٪ من مجموع القوات المتحالفة مع المملكة العربية السعودية حيث توزع تعداد القوات على نحو متساو مابين المنادين بانفصال الجنوب عن الشمال وبين الموالين للرئيس هادي إضافة إلى السلفيين الموالين للملكة العربية السعودية.

ولكن نسبة القاعدة الضئيلة لا تعني بالضرورة ان القاعدة عاجزة عن استخدام الفوضى السياسية في البلد في جنوب البلاد وبشكل درامي لتزيد من قوتها وقدراتها. وهذا ما حدث في ليبيا حين تقدمت القاعدة ثم الدولة الإسلامية بعد ذلك حيث استقلت الاقتتال الداخلي بين القوى الأكثر اعتدالا وذلك بعد سقوط نظام القذافي في العام ٢٠١١.

قبل اندلاع الصراع الحالي قامت القاعدة بتجميع قواتها في أجزاء من اليمن وتحديدا في محافظة حضرموت الشرقية مسقط رأس القائد أسامة بن لادن.

ويعتبر مسئولون أمريكيون ان القاعدة في اليمن ، تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب كأحد التنظيمات الإرهابية الأكثر خطورة على مستوى العالم ، وتستمر الغارات بدون طيار ضد قادة التنظيم ، وكانت الغارات قد قتلت احد قادة التنظيم والذي كان مسؤولا عن هجوم يناير على مجلة تشارلي الفرنسية ، كما ادعى التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الفاشل في العام ٢٠٠٩ ( مفجر الملابس الداخلية) المؤامرة التي استهدفت الطائرة نورث ويست إيرلاينز المتجهة إلى ديتيريوت.

وكانت أولى العمليات الكبيرة للتنظيم ضد الولايات المتحدة الأمريكية التفجير المميت الذي استهدف المدمرة الأمريكية يو آس آس كول في العام ٢٠٠٠.

تمتلك القاعدة في جزيرة العرب أيضا سجلا طويلا من الهجمات على المملكة العربية السعودية وقد كان من بين هذه المحاولات محاولات اغتيال فاشلة خلال العام ٢٠٠٩ حيث أصيب على اثر الهجوم وزير الداخلية محمد بن نايف والذي يشغل منصب ولي العهد في الوقت الحالي.

مسئولون يمنيون وضباط تابعين لدولة الإمارات العربية المتحدة – التي أرسلت آلاف الجنود إلى جنوب اليمن كجزء من التحالف التي تقوده السعودية للحفاظ على الأمن في عدن يقرون بان متشددين من تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية يتواجدون في المنطقة في القوت الذي ينفون تواجد تلك المجاميع المسلحة وفرضه السيطرة على بعض مناطق المدينة الجنوبية الرئيسية والتي يبلغ سكانها المليون والنصف.

ولكي نثبت هذه النقطة، فقد قام جنود إماراتيون بمعيّة احد الصحفيين بالتجوال في شوارع عدن بما في ذلك مدينة التواهي الذي قال عنها التقرير بأنها كانت تحت سيطرة القاعدة المنطقة التي تضررت بشكل كبير جراء القصف المدفعي ، كما يتواجد بها تمثال فيكتوريا الذي استخدم الحوثيون وجهه لممارسة القنص ، كانت المدينة مهجورة تماما.  لم تشاهد  فيها الأعلام التابعة لتنظيم القاعدة أو نقاط تفتيش تابعة لهم ، كان يتواجد في ذلك المكان علم دولة الجنوب السابقة الذي كان يرفرف في شوارع المدينة.

حتى الان تستمر معاهدة سلام غير رسمية والتي تنص الا يتعرض احد للأخر بين كل من التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ،، كما يقول مسؤول في قوات التحالف.

في كل مكان في اليمن تتواجد القاعدة يقول العميد الجنرال ناصر العتيبي ويضيف ” ما اسمعه هو أنهم لن يهاجموا القوات الإماراتية لأنهم يعلمون انا لم نأت إلى هنا بغرض السيطرة على مدينتهم أو افتعال أمر سيّء كما إننا أيضا نملك شعبية كبيرة هنا”

وصرح مصدر أخر بصراحة اكبر” لن نتمكن من فتح جبهة أخرى”

يقول دانيال بايمان الخبير في مكافحة الإرهاب بمعهد بروكينغر والموظف السابق في لجنة ١١/ ٩: ان الولايات المتحدة الأمريكية تنتهج نفس الأسلوب المماثل فهناك عناصر سيئة جدا في الطائفة الشيعية المحاربة في العراق والتي تشارك في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ، ويقول في الشرق الأوسط : هناك العديد من الشراكات الغريبة  جدا، ويضيف ” العديد لا يتوقع ان تستمر هذه الهدنة مع تنظيم القاعدة لفترة أطول”.

 ويقول فارع المسلمي وهو خبير في اليمن في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت : ليس في مصلحة تنظيم القاعدة في الوقت الراهن ان يهاجم قوات التحالف أو إي شخص أخر كان قد قاتل ضد الحوثيين من قبل ولكن في نقطة معينة سيقول التنظيم اما أنت واما نحن.

في حين كانت هناك سلسلة من الهجمات والتي استهدفت مسؤولين يمنيين بعدن بما في ذلك محاولة اغتيال المحافظ لم تتضح انها عمليات تابعة للقاعدة حيث اصدر التنظيم بيانا في الخامس من سبتمبر نفى فيه صلته بهكذا هجوم وقال ان هذا الهجوم جزء من مؤامرة لزرع انقسام بسن صفوف المقاومة ضد الحوثيين.

يقول مسئولون يمنيون ” حتى وان لم تتواجد القاعدة فان هناك خصومات قبلية وسياسية تكثر في الوقت مابعد الحرب”.

في اليمن ليس هناك حكومة ولا حكومة إنما يتواجد مسلحون يقول المحافظ السابق الذي كان قد تعرض لمحاولة اغتيال نايف البكري ،، لقد خرجنا لتونا من حرب.

ويضيف البكري ” القاعدة تملك فرصة ضئيلة في ترسيخ نفسها في عدن المدينة العالمية بثقافة نفتخر بها ويتذكر ،،، لقد امتلكت عدن اول سينما في شبه الجزيرة العربية وملعبا رياضيا إبان الحكم البريطاني منذ قرن تقريبا.

 رئيس مكتب الرئيس هادي محمد علي مارم صرح بان وجود تهديدات للقاعدة في الجنوب أمر مبالغ فيه كثيرا ويضيف ” كلما تحرينا أمر تقرير ما يفيد بسيطرة القاعدة على بعض المواقع يكون الامر غير صحيح ومثال على ذلك التقرير الذي تحدث عن سيطرة القاعدة على عاصمة محافظة ابين ،،، دائما ما اكون هذه المعلومات غير صحيحة.

فليس هناك مكانا يمكننا القول انه تابع لتنظيم القاعدة ولانستطيع الذهاب اليه ،، يقول مارم ،، ليس هناك ما نخشاه يضيف لم ياتوا من مكان آخر أنهم مجرد مواطنون من أبناء البلد ونعلم عنهم كل شي.

هاشم السيد احد القادة الذين قاتلوا الحوثيين في عدن والذي لم يبدوا راضيا يقول ويأمل ،،، ان تواجد الجنود الاماراتيين سيوفر لعدن الحماية من تنظيم القاعدة ،،، شارك البعض منهم في الحرب كجزء من التحالف لعودة الشرعية ولكن بعد مجيئهم إلى عدن حاول بعضهم ان يرفع العلم الأسود لكن اهلنا لم يقبلوا ذلك وطردوهم بعيدا ، نحن نعرف الان انه ليس بمقدورنا ان نثق بهم.

ياروسلاف تروفيموف

ترجمة / عادل الحسني -خاص بعدن الغد.

تم نشر هذا المقال في باللغة الانكليزية في the Washington Post