لندن – تمكن شباب عرب من أن يكونوا ضمن أهم عشرة نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي في مسح لصحيفة الغارديان البريطانية على فئة الأقل من ثلاثين عاما ليكونوا أفضل المرشحين لتوثيق تطورات مجتمع الشرق الأوسط.
وتحظى مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي بأهمية خاصة في العالم العربي مكنت الشباب من كسر حاجز الصمت والتطرق إلى مواضيع كانت تعتبر من “التابوهات” ووفرت مجالا لحرية التعبير.
واشترك في الاختيار اليكس هيرن ومات أندروز من صحيفة الغارديان البريطانية كما وجهت إدارة الصحيفة الدعوة إلى مدير تحرير BuzzFeed جاك شيبرد للمساعدة في الاختيار.
واستطاع مُنظّم حملات والصحفي اليمني فارع المسلمي البالغ من العمر 24 عاما الحصول على المرتبة الأولى.
ورغم عدم امتلاكه لمئات الآلاف من المتتبعين على شبكات التواصل الاجتماعي، بل إنه لا يملك حتى اتصالا جيدا بالإنترنت، إلا أنّ إنجازاته كصحفي منحت المسلمي حق التواجد ضمن هذه القائمة. والمسلمي ابن مزارع من فقراء قرية وصّاب اليمنية، دُعي للمثول أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأميركي في أبريل من العام الماضي.
وقصفت طائرة أميركية دون طيار قريته في اليمن، الأمر الذي دفعه إلى كتابة تقرير مباشر وحيّ عن معاناة المصابين،. وقال المسلمي أمام أعضاء مجلس الشيوخ إنّ “هذا القصف حقّق، في غضون ثوان، ما عجز عنه أعنف مقاتلينا”، شهادة تداولتها شبكات الاتصال الاجتماعي بسرعة البرق. وقد وهبته وزارة الخارجية الأميركية منحة سمحت له بقضاء سنة في مدرسة ثانوية أميركية لتحسين لغته الإنكليزية، قبل دراسة السياسة العامة في الجامعة الأميركية ببيروت.
ويؤكد المسلمي “لا أعلم إن اندمجتُ في الصحافة أو إن كانت الصحافة هي التي اندمجت بي، لأن ما يكتب عن اليمن ليس حقيقيا، لذلك قررتُ ترجمة إحباطي وبدأت الكتابة”. ويضيف “من السخرية أن يكون إيصال صوتي إلى برلمان أجنبي أسهل عليّ من إيصاله إلى برلمان بلدي”.
ومن المُثير للدهشة تشكيك المسلمي في سلطة وسائل الإعلام الاجتماعية، وتأكيده أن المواقع على غرار تويتر لا تمنحُك نفوذا إلا إذا كنت تتقن اللغة الإنكليزية والأهم من ذلك، إذا كانت لديك إمكانية الوصول إلى الإنترنت. في قريته، حيث لا يوجد حتى الكهرباء.
ويدين بنجاحه المبكر إلى عدد كبير من الناس بمن فيهم من علّمه الإنكليزية ووهبه مبلغ المنحة الدراسية.
ومع ذلك، يبقى المسلمي المثال الحي على كل ما يمكنك إنجازه، إذا كان لديك اتصال بالإنترنت وقصّة ترويها.
وحصلت خبيرة موضة على يوتيوب المصرية البريطانية دينا تركي على المرتبة الرابعة وطبعت بصمتها بارتدائها المميز للحجاب.
وجمعت على حسابها على انستغرام ما يقارب 181 ألف متابع. وتتمتع بقاعدة جماهيرية عالمية تمتد، من أندونيسيا إلى كندا، مرورا بدبي. وتبقى التركي من قلائل المصمّمين المختصين في موضة النساء المُسلمات.
وحصل المصور الصحفي المصري مصعب الشامي (23 عاما) على المرتبة السابعة. ومنحته صورة التقطها لاثنين من أنصار محمد مرسي، وهما يحملان جثة رجل تعرض لطلق ناري في الرأس، شهرة كبيرة.
وأصبحت الصورة من أكثر الصور تعبيرا عن الثورة المصرية ومُخلفاتها.
وبادرت مجلات مرموقة على غرار”التايم”، “ذي ايكونوميست”، “فورين بوليسي” بنشر أعماله، وتوّجت التايم الصورة المذكورة كواحدة من أفضل 10 صور لعام 2013.