ذكرت تقارير أجنبية أن خروج  وانسحابها من  قائمٌ جزئياً على رغبةٍ في إعادة القوات والعتاد العسكري إلى الديار في حال أسفرت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الشهور الماضية إلى نشوب صراعٍ أكبر حجماً.

وأوضح مسؤولٌ غربيٌّ أن هذا الخوف سيُجبر جميع الأطراف على وقف التصعيد لتلافي تكوين “جبهةٍ ثانيةٍ”.

وقال أحد المسؤولين الغربيين لصحيفة “فايننشال تايمز” إنه يرى أن هناك توافقاً في المنطقة حول منطقية السلام.. لمصلحة ، وكذلك لمصلحة  لأنه سيوقف التصعيد على حدودها المشتركة مع اليمن، ولمصلحة الإمارات بسبب الأضرار المُلحَقة بسمعتها.

وصرَّح مارتن غريفيث، مبعوث  إلى اليمن، هذا الشهر بأن الصراع «جلياً يمكن حلُّه».

ومن جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش هذا الشهر إن التحالف العسكري يستعد للمرحلة التالية في اليمن، بينما شدّد الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، على دعمه لإيجاد حلٍّ سياسيٍّ، ولكنه أبرز كذلك الحاجة إلى إنهاء التدخل الإيراني في اليمن.

وبعد ساعاتٍ، شنَّ الحوثيون هجوماً بطائرةٍ مسيَّرةٍ على أحد المطارات السعودية، وكانت هذه آخر حلقةٍ في سلسلةٍ من هجمات ميليشياتهم المكثَّفة على أهدافٍ داخل المملكة في الأسابيع الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن حجم النفوذ الإيراني على الحوثيين أمرٌ مثيرٌ للجدل، إذ تعتبر  وأبوظبي وواشنطن قوات المعارضة وكلاء لإيران، وقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر بأنه يرغب في «إخراجهم [أي إيران] من اليمن.

لكن يقول الدبلوماسيين والخبراء إنه تحالفٌ انتهازيٌّ في الأساس وأقل أيديولوجيةً من دعم طهران للميليشيات في لبنان والعراق وسوريا، ويضيفون أن هناك توتراتٍ بين أوساط الحوثيين حول إلى أي درجةٍ ينبغي لهم ربط أنفسهم بطهران.

وعلَّق المحلل السياسي لدى مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية فارع المسلمي قائلاً: “ليس مأزقاً يُحال الخروج منه، يمكن وقف إطلاق النار في وجود الوسيط المناسب، والحدُّ من نفوذ إيران في اليمن أبسط من لبنان أو سوريا”.

وستعتمد عوامل كثيرةٌ على إذا كان السعوديون والحوثيون ما زالوا مؤمنين بقدرتهم على الوصول إلى حلٍّ عسكريٍّ. ويقول محللون إن المعارضة الذين يحكمون سيطرتهم على شمال اليمن قد يحاولون استغلال انسحاب الإمارات للزحف جنوباً.

وبينما تصرُّ الرياض على إنهاء الصراع، فقد صدرت تقارير بأنها تنشر قواتاً في الوقت الحالي لسد الفجوة التي خلَّفها الإماراتيون.

وجاء على لسان بيتر سالزبوري، خبير الفريق البحثي Crisis Group في شؤون اليمن: «لم تتغير الشروط الأساسية لإنهاء الصراع، ولا العوائق في طريق السلام. يقول السعوديون إنهم يريدون إنهاء الصراع بنهاية عام 2019، لكن هل هم مستعدون لتقديم التنازلات المطلوبة لتحقيق ذلك؟».

وأضاف: «نحن في لحظةٍ أخرى يمكن أن تؤدي إلى أحد احتمالين، والطريق نحو تجديد الصراع وتكثيفه أشدُّ وعورةً بكثيرٍ من الطريق نحو التقدم السياسي».

 

تم نشر هذه المقالة في وطن

10